menu
menu
الأخبار

الحرّ يضرب بلا هوادة: جنوب أوروبا بين لهيب الطقس ونار الحرائق

ماجدة بوعزة (أ ف ب/ رويترز)
14/08/2025 19:31:00
أرسل الاتحاد الأوروبي تعزيزات لمساعدة اليونان وإسبانيا في مكافحة الحرائق التي راح ضحيتها ثلاثة من رجال الإطفاء Susana Vera/REUTERS

تواصل دول في جنوب أوروبا الخميس (14 أغسطس/ آب 2025) مكافحة حرائق الغابات، إذ تستعر النيران في البرتغال واليونان وإيطاليا وخصوصا في إسبانيا، حيث سُجِّلت حالة وفاة ثالثة في خضم موجة حرّ شديدة.

وشدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على أن "التهديد لا يزال شديدا" في البلاد فيما أرسلت باريس طائرتي "كانادير".

منذ كانون الثاني/يناير، التهمت النيران أكثر من 157 ألف هكتار من الأراضي في إسبانيا، بحسب النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات (إيفيس)، ما يجعل من العام 2025 أسوأ عام في هذا المجال بعد عامي 2022 و2012، منذ بداية تسجيل البيانات في العام 2006.

إسبانيا تطلب الدعم

وصُنِّف أحد عشر حريقا فيها من المستوى الثاني، على مقياس من أربعة مستويات. وأعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا عبر التلفزيون العام، أن الحريق في زامورا في منطقة قشتالة وليون "حيث احترقت مساحة كبيرة، يثير قلقا بالغا"، طالبا طائرتي كانادير من الاتحاد الأوروبي.

التهمت النيران أكثر من 157 ألف هكتار من الأراضي في إسبانيا منذ يناير Miguel Riopa/AFP/Getty Images

واستجاب نظيره الفرنسي برونو ريتايو للنداء، معلنا إرسال طائرتين متخصصتين في مكافحة الحرائق. وقد اضطر سكان في إسبانيا لإخلاء منازلهم على عجل مع تمدد النيران. ومنذ اندلاع الحرائق أُجلي 10,700 شخص في البلاد، بحسب وزارة الداخلية.

الاتحاد الأوروبي يرسل المساعدة

وقد كافح المئات من رجال الإطفاء اليوم الخميس لإخماد حرائق غابات في جنوب أوروبا يُعتقد أن بعضها أُضرم عمدا من قبل مشعلي الحرائق وأججتها موجة حر طويلة تجتاح المنطقة.

وأرسل الاتحاد الأوروبي تعزيزات لمساعدة اليونان وإسبانيا في مكافحة الحرائق التي راح ضحيتها ثلاثة من رجال الإطفاء وألحقت أضرارا بالمنازل والمباني ودمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات، مما أجبر الآلاف من الأشخاص على النزوح.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية إيفا هرنسيروفا: "نعمل بلا كلل لمساعدة الدول المتضررة" عبر الآلية الأوروبية للحماية المدنية. وأوضحت هرنسيروفا أن "الدول الأعضاء الأخرى تعرض مساعدتها، ونحن نغطي تكاليف هذه العمليات".

دول أوروبية كثيرة تقاوم النار

في اليونان، كافح أكثر من 200 رجل إطفاء، بمساعدة 11 طائرة، حريقا اندلع قرب مدينة باتراس الساحلية في غرب بيلوبونيز. وساهم ارتفاع درجات الحرارة في تأجيج ألسنة اللهب.

أما في البرتغال، كافح ما يقرب من ألف رجل إطفاء حريقا اندلع قرب قرية بيوداو الجبلية الخلابة. وتمكنت فرق الإطفاء من احتواء أطول حريق غابات هذا الموسم استمر 11 يوما في منطقة فيلا ريال الجبلية شمال البلاد.

كما أودت الحرائق في البلقان، بشخصين على الأقل وأجبرت آلاف السكان على إخلاء منازلهم. وفي ألبانيا، إحدى أكثر الدول تضررا، يكافح عناصر الإطفاء حرائق فيما سمحت الأحوال الجوية والجهود التي بذلت في السيطرة على حرائق غابات كبرى في مونتينيغرو المجاورة.

ولم تنج إنجلترا من الحرائق، وخصوصا في منطقة يوركشاير شمالا على امتداد حوالي خمسة كيلومترات مربعة. كما ضربت موجة حر شديدة فرنسا لليوم السابع على التوالي. وما زالت إيطاليا تشهد موجة حرّ لكنها نجت نسبيا من الحرائق هذا الصيف، علما أن 16 مدينة بينها روما والبندقية وضعت في حال تأهب قصوى.

تغيير المناخ يزيد الطين بلة

فصول الصيف الحارة والجافة شائعة في منطقة البحر المتوسط، لكن حرائق الغابات التي أججتها الحرارة الشديدة والرياح نتيجة لتغير المناخ السريع أصبحت، بناء على ما يقوله العلماء، أكثر تدميرا وأصعب في السيطرة عليها.

ويكافح رجال الإطفاء، من البرتغال إلى إسبانيا وألبانيا واليونان، لاحتواء ألسنة اللهب الشاهقة التي تهدد الأرواح والممتلكات. وتشير تقديرات النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات، إلى أن شبه جزيرة إيبيريا وحدها تمثل حوالي نصف المساحة المحترقة في الاتحاد الأوروبي، والتي تبلغ مساحتها حوالي 500 ألف هكتار حتى الآن خلال العام الجاري.

تحرير: صلاح شرارة

مكافحة النيران بوسائل فردية - تؤثر موجة الحر الشديد والجفاف المستمر حاليا بشدة على جنوب أوروبا. ففي بلدية لاستاك التي تبعد بنحو 20 دقيقة بالسيارة عن وسط مارسيليا، تستعر حرائق الغابات الشرسة. وتهدد ألسنة اللهب المنازل ومنتجعات العطلات. وفي العديد من الأماكن يحاول السكان جاهدين مكافحة الحرائق بمفردهم، ففرق الإطفاء لم يعد بإمكانها التدخل سريعاً. Clement Mahoudeau/AFP/Getty Images
أعمدة دخان من الفضاء الخارجي - تُظهر صورة التقطتها الأقمار الصناعية نشرتها وكالة Météo-France سحبا كثيفة من الدخان المتصاعد من حرائق الغابات بالقرب من مرسيليا. وعلى الرغم من تراجع الحرائق، إلا أنه لم يتم إخمادها بالكامل. وتمّ رفع حظر التجول الذي كان مفروضا في السابق على حوالي 10 آلاف شخص. Meteo-France/NOAA/dpa/picture alliance
اندلاع الحريق في سيارة قد يكون السبب! - يرجح المسؤولون أن اندلاع الحريق في بلدية لي بين ميرابو كان سببه احتراق إحدى السيارات، وسرعان ما امتد ليصبح حريقا شديد الضراوة. ودفعت الرياح الصيفية الحارة ألسنة اللهب نحو مرسيليا. وخضع 100 شخص لعلاج طبّي بسبب استنشاق الدخان. بينما تضررت عشرات المنازل، احترق منها عشرة بالكامل. Pompiers13/REUTERS
حالات التأهب القصوى - في إسبانيا تشتعل كذلك حرائق مدمرة. ففي مقاطعة تاراغونا احترق ما لا يقل عن 2,800 هكتار من الأراضي، لا سيما بالقرب من بلدتي خيرتا وباولس. وبعد شهر يونيو / حزيران الذي كان الأكثر سخونة منذ بدء رصد درجات الحرارة، أصبحت أجزاء كبيرة من البلاد في حالة تأهب قصوى. الرياح القوية بسرعة 90 كيلومترا في الساعة والتضاريس الوعرة جعلت عمليات مكافحة الحرائق أكثر تعقيداً. James Breeden/Getty Images
النار تلتهم الأرض والحجر - لم تتمكن الجهود المذولة من إنقاذ منزل صغير بالقرب من باولس في مقاطعة تاراغونا، حيث تمّ نشر أكثر من 300 رجل إطفاء ووحدة عسكرية. وحسب النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات كانت إسبانيا بالفعل البلد الأكثر تضررا من الحرائق في عام 2022 حيث اندلع حوالي 5 آلاف حريق ودُمر أكثر من 300 ألف هكتار. Jose Jordan/AFP/Getty Images
الخطر على الأبواب - اقتربت ألسنة اللهب في تاراغونا بشكل خطير من المناطق السكنية. ومع ذلك لم يتم إصدار أوامر بالإخلاء. وقد طُلب من حوالي 18 آلاف شخص عدم مغادرة منازلهم وإبقاء الأبواب والنوافذ مغلقة. James Breeden/Getty Images
دمار كامل - في تركيا اندلعت قبل نحو أسبوع أيضا حرائق غابات مدمّرة. وفي محافظة إزمير تعرضت قرية توسونلار لدمار واسع. ولاحظ السكان ألسنة اللهب في وقت مبكر وأبلغوا فرق الإنقاذ، لكن المساعدة وصلت متأخرة لرجل طريح الفراش. كما لقي سائق جرافة مصرعه أثناء مشاركته في أعمال الإطفاء. Berkcan Zengin/Middle East Images/AFP/Getty Images
حالة الطوارئ لا تزال قائمة في شرق ألمانيا - تبقى الأوضاع حرجة أيضا في منطقة غورِيشهايده بشرق ألمانيا على الحدود بين ولايتي ساكسونيا وبراندنبورغ. هناك كافح أكثر من 650 من رجال الإطفاء ألسنة اللهب. والأمل كبير في سقوط الأمطار. والمثير للقلق بشكل خاص هو أن المنطقة المتضررة ملوثة بالذخيرة ولذلك من الضروري ألا تمتد النيران إلى ما وراء خطوط الحماية التي أقامتها فرق الإطفاء. أعده للعربية:م.م Christian Mang/REUTERS
بواسطة DW