
ما أجمل البدايات التي تكون بهذا الشكل يا جواو فيليكس؛ فهذا النجم البرتغالي الرائع نجح في اقتحام قلوب جماهير فريقه النصر، من المباراة الرسمية الأولى.
نعم.. فيليكس الذي انضم إلى النصر في صيف العام الحالي، قادمًا من العملاق الإنجليزي تشيلسي؛ قدّم كل شيء في فوز النصر (2-1) على الاتحاد، عصر اليوم الثلاثاء - بتوقيت مكة المكرمة -، ضمن منافسات نصف نهائي كأس السوبر السعودي 2025-2026.
ما قدّمه النجم البرتغالي في مباراته الرسمية الأولى مع النصر، لم يقتصر على تسجيله هدف الفوز ضد الاتحاد فقط؛ بل امتد إلى تحركاته وقتاليته فوق أرضية الملعب، إلى جانب الكثير من اللمحات الفنية الرائعة.
وبدأ فيليكس في مركز المهاجم المتأخر أو تحت رأس الحربة ضد الاتحاد؛ قبل أن يتحول إلى الجناح الأيسر الذي يملك حرية الحركة، وذلك في أعقاب طرد زميله ساديو ماني.
واستحق فيليكس أن يحصل على أعلى تقييم في كلاسيكو السوبر بواقع "8.2"؛ متفوقًا على كافة نجوم النصر والاتحاد معًا، وعلى رأسهم الأسطورة كريستيانو رونالدو والمهاجم الفرنسي كريم بنزيما.
لكن.. على الرغم من هذه البداية الرائعة مع النصر، إلا أنه يجب على جواو فيليكس أن يواصل العمل ويتعلم من تجاربه السابقة، التي بدأت بنفس الشكل ثم تراجعت كثيرًا؛ وهو ما تستعرضه النسخة العربية من موقع "جول"، في السطور التالية..
"خليفة رونالدو" الذي اختفى بالانتقال إلى أتلتيكو مدريد

جواو فيليكس بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية العملاق البرتغالي بورتو؛ إلا أن عشاق الساحرة المستديرة تعرفوا عليه، عندما ارتدى قميص الغريم التاريخي بنفيكا.
وتدرج فيليكس في مختلف الفئات السنية لنادي بنفيكا؛ قبل أن يصعد إلى صفوف الفريق الأول لكرة القدم بشكلٍ رسمي، في صيف 2018.
وأبدع فيليكس مع بنفيكا، بدرجة أن البعض وصفه بخليفة الأسطورة كريستيانو رونالدو، زميله الحالي في نادي النصر؛ لتشتعل معركة أوروبية لكسب خدماته، حسمها نادي أتلتيكو مدريد لصالحه في صيف 2019.
وقتها.. دفع العملاق الإسباني مبلغًا ماليًا يُقدر بـ127.20 مليون يورو؛ لشراء النجم البرتغالي من بنفيكا.
ومع أتلتيكو مدريد.. بدأ جواو فيليكس مسيرته بشكلٍ جيد للغاية ومبشر؛ فعلى الرغم من أنه لم يسجل أو يصنع في أول مباراة، إلا أن ساهم بتمريرة حاسمة في اللقاء الثاني، وبإحراز هدف في المواجهة الثالثة.
البداية التصاعدية مع أتلتيكو مدريد، جعلت البعض يعتقد أن فيليكس سيكون أحد أساطير هذا العملاق الإسباني؛ وهو الأمر الذي اتضح أنه غير صحيح.
مستوى جواو بدأ يتراجع تدريجيًا مع أتلتيكو؛ سواء بسبب خطة المدير الفني دييجو سيميوني "الدفاعية"، أو حتى بسبب تكاسل اللاعب نفسه.
هذا التكاسل تحدث عنه ساؤول نيجيز، زميل فيليكس السابق في أتلتيكو مدريد؛ عندما اعترف بأن النجم البرتغالي يمتلك موهبة كبيرة بالفعل، ولكنها تصبح بلا قيمة بدون عمل.
وشدد نيجيز على نجوم أتلتيكو مدريد حاولوا مساعدة فيليكس كثيرًا؛ إلا أن اللاعب لم يكن لديه الرغبة للعمل بشكل جاد.
أرقام جواو فيليكس مع نادي أتلتيكو مدريد:
* مباريات: 131.
* دقائق: 7.843.
* مساهمات تهديفية: 52.
* أهداف: 34.
* تمريرات حاسمة: 18.
البدايات وحدها لا تكفي مع نادي برشلونة يا جواو فيليكس!

مثلما فعل مع أتلتيكو مدريد.. أبدع جواو فيليكس في بداياته مع العملاق الإسباني برشلونة؛ عندما انضم إليه معارًا، في موسم 2023-2024.
وراهن الكثيرون وقتها على نجاح فيليكس، وإعادة استكشاف نفسه؛ خاصة أن طريقة لعب برشلونة "هجوية"؛ وهو الأمر الذي سيخدم هذا اللاعب.
ولم يسجل النجم البرتغالي أو يصنع، في مباراته الرسمية الأولى مع برشلونة؛ قبل أن ينفجر في 3 مباريات متتالية، بمساهمات تهديفية وأداءً أكثر من رائع.
في هذه المباريات الثلاث، ساهم جواو فيليكس في 5 أهداف؛ وذلك بتسجيله 3 أهداف وصناعة 2 أخريين.
هُنا.. ظن الجميع أن فيليكس ضمن مكانه في "التشكيل الأساسي" مع برشلونة؛ الذي كان يقوده وقتها المدير الفني الشاب تشافي هيرنانديز.
لكن كعادته.. بدأ جواو فيليكس يتراجع في المستوى، وسط تخاذل في أداء الأدوار الدفاعية أو القتال داخل أرضية الملعب؛ ليبدأ تشافي في التراجع عن الاعتماد عليه في المباريات، إجلاسه على "دكة بدلاء" برشلونة كثيرًا.
أرقام جواو فيليكس مع نادي برشلونة:
* مباريات: 44.
* دقائق: 2.143.
* مساهمات تهديفية: 16.
* أهداف: 10.
* تمريرات حاسمة: 6.
قوة البدايات مع تشيلسي وميلان تنتهي بشكلٍ كارثي!

وننتقل بالحديث عن مرحلة جواو فيليكس مع فريق تشيلسي الأول لكرة القدم؛ والذي مثّله في فترتين مختلفتين "الأولى من يناير إلى يونيو 2023، والثانية من أغسطس 2024 إلى يوليو 2025".
وبولايته الثانية.. تألق فيليكس كثيرًا مع نادي تشيلسي؛ حيث سجل هدفًا في أولى مبارياته الرسمية، كما أحرز 4 أهداف في أول 3 لقاءات، بمسابقة دوري المؤتمر الأوروبي.
ومرة أخرى.. اعتبر الكثيرون أن فيليكس وجد نفسه أخيرًا، وسيصبح أحد أفضل نجوم تشيلسي؛ بناءً على ما أظهر في بداياته مع الفريق الأول.
إلا أن هذه التوقعات لم تصدق أيضًا؛ حيث أصبح النجم البرتغالي حبيسًا في دكة بدلاء تشيلسي، حتى تم إعارته إلى ميلان، في يناير 2025.
وبقميص ميلان.. بدأ جواو فيليكس مسيرته بأفضل طريقة ممكنة؛ عندما سجل هدفًا في مباراته الرسمية الأولى، ليقود الفريق للفوز (3-1) على روما، في ربع نهائي كأس إيطاليا.
بعدها.. تراجع مستوى فيليكس تمامًا مع ميلان، وغاب كثيرًا عن تسجيل وصناعة الأهداف؛ حتى عاد إلى تشيلسي، بنهاية موسم 2024-2025.
أرقام جواو فيليكس مع نادي ميلان:
* مباريات: 21.
* دقائق: 1.016.
* مساهمات تهديفية: 4.
* أهداف: 3.
* تمريرات حاسمة: 1.
لا تغتر يا جمهور النصر ببداية جواو فيليكس؛ لكن هناك بادرة!

الملخص من كل ما سبق.. هو أن جمهور النصر يجب أن يكون حذرًا في التعامل مع ملف النجم البرتغالي جواو فيليكس، تحديدًا.
مسيرة فيليكس مع كل الأندية التي مثّلها؛ جعلتنا نتأكد أن الحكم بنجاح هذا اللاعب بسبب بداياته فقط، أمرًا خاطئًا تمامًا.
جواو يتألق كثيرًا في بداياته مع كل الفرق التي مثّلها؛ ثم يتخاذل في التدريبات وخلال المباريات - حسب زملائه -، الأمر الذي يجعله يفقد مكانه في "التشكيل الأساسي"، ويفشل في النهاية.
لذلك.. الجمهور النصراوي الذي يغدق بالمديح على النجم البرتغالي، بسبب إبداعه في كلاسيكو السوبر الكبير ضد الاتحاد؛ قد يهاجمه في المستقبل القريب، ويطالب بالاستغناء عنه.
وهذا الأمر يعلمه جورج جيسوس، المدير الفني لفريق النصر الأول لكرة القدم؛ والذي اعترف عندما تم التعاقد مع فيليكس في صيف العام الحالي، أن مسيرة اللاعب الكروية تراجعت كثيرًا، وأنه يجب أن يعمل بجد في التدريبات والمباريات، إذا أراد إعادة اكتشاف نفسه.
بمعنى.. جيسوس يعلم أن عيب فيليكس الكبير، ليست أنه يفتقد للموهبة الكروية؛ وإنما بسبب تخاذله وتكاسله، سواء في التدريبات أو المباريات.
لكننا يُمكن أن نتوقف عند لقطة شهدها كلاسيكو النصر والاتحاد، عصر اليوم الثلاثاء؛ وهو احتفال فيليكس الكبير بالفوز، والتأهل إلى نهائي كأس السوبر السعودي 2025-2026.
نعم.. فيليكس رمى بنفسه على أرضية الملعب، وقام بضرب الأرض بيده؛ في لقطة فريدة له قد تطمئن جمهور النصر، بأن هذا اللاعب يملك الشغف بالفعل من أجل إعادة إحياء مسيرته الكروية مجددًا.
وإذا حافظ جواو فيليكس على هذا الشغف، مع تمتعه بموهبة كروية كبيرة أساسًا؛ فأن النصر سيكون قد كسب صفقة عالمية كبرى، ستعيد الفريق الأول إلى منصات التتويج مجددًا.