يعمل تطبيق واتساب باستمرار على تحسين تجربة المستخدم، وهذه المرة جاء الدور على الدردشات الجماعية بميزة جديدة أثارت اهتمام الملايين من مستخدميه حول العالم. الميزة الجديدة تتيح للمستخدمين معرفة عدد الأشخاص الذين يكتبون في الوقت نفسه داخل المجموعة، مما يضفي بعدًا إضافيًا للتواصل الجماعي السريع والديناميكي.
أصبحت الدردشات الجماعية في الوقت الحالي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يعتمد عليها الأصدقاء والعائلات والزملاء في العمل لتنظيم المناقشات وتبادل الأخبار. في السابق، كان يظهر على واتساب فقط مؤشر "يكتب الآن" بجانب اسم شخص واحد عندما يبدأ بالكتابة في المجموعة، دون أي توضيح لعدد الأشخاص الآخرين الذين قد يكونون يكتبون في الوقت نفسه.
الميزة الجديدة التي أطلقتها واتساب بدأت تظهر لدى بعض المستخدمين الذين يستخدمون النسخة التجريبية من التطبيق. بمجرد أن يباشر أكثر من شخص في كتابة رسالة داخل نفس المجموعة، يظهر للمستخدم إشعار صغير في أسفل صفحة الدردشة يقول على سبيل المثال: "3 أشخاص يكتبون الآن". هذه التغييرات تسعى لتقوية الشعور بالترابط اللحظي وتقديم صورة أوضح لحركة المحادثة داخل المجموعة.
تكمن أهمية هذه الميزة في تسهيل متابعة النقاش داخل المجموعات الكبيرة، إذ كثيرًا ما يحدث التباس بين الأعضاء حول من يشارك فعليًا في الحوار في اللحظة نفسها. مع هذه الخاصية الجديدة، لن يتفاجأ الأعضاء بوصول عدة رسائل متتالية في وقت واحد، حيث سيتوقعون تواصلًا نشطًا من عدة أطراف في اللحظة ذاتها.
من الناحية التقنية، يعمل واتساب على حماية خصوصية المستخدمين حتى مع هذه الميزة. بحيث لا يعرض أسماء الأشخاص الذين يكتبون حاليًا، بل يكتفي بعدهم فقط، وذلك من أجل الحفاظ على السرية والأمان التي اعتاد عليها مستخدمو التطبيق.
أحد الجوانب المثيرة حول هذه الميزة أنها مستوحاة من تطبيقات تواصل أخرى مثل تيليجرام وديسكورد، حيث توفر هذه المنصات مسبقًا إشعارات حول النشاط في الدردشات الجماعية. واتساب بهذا التحديث يحاول مواكبة التحديثات التكنولوجية وتقديم خدمات تفاعلية تواكب احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم.
يحظى واتساب بشعبية غير مسبوقة في العالم العربي، إذ يعتمد عليه الملايين كوسيلة تواصل أساسية، سواء في المناسبات الاجتماعية أو الاجتماعات العملية. لذلك من المتوقع أن تلقى الميزة الجديدة ترحيبًا واسعًا لأنها تعزز من سهولة وسرعة التواصل الجماعي.
من المعروف أيضًا أن إدارة واتساب تتبع سياسة توسعية في إضافة الميزات تدريجيًا، إذ يجري اختبار الميزات الجديدة أولا لدى فئة صغيرة من المستخدمين عبر النسخ التجريبية قبل تعميمها على الجميع، وذلك لضمان الاستقرار وعدم حدوث أي مشاكل تقنية تؤثر على الخدمة.
تشير التسريبات التقنية إلى أن هذه الميزة ستكون متاحة تدريجيًا على أنظمة أندرويد وiOS خلال الأسابيع القادمة، وسيتمكن جميع المستخدمين من تجربتها بمجرد وصول التحديث الجديد.
من المتوقع أن تساعد هذه الخاصية في تقليل فوضى الرسائل وتسهيل متابعة النقاش، خصوصًا في المجموعات التي تضم عددًا كبيرًا من المشاركين، حيث سيتمكن الجميع من معرفة كثافة التفاعل لحظة بلحظة.
يذكر أن إدارة واتساب تسعى دومًا لتوفير ميزات تضمن تجربة مستخدم ممتعة ومنظمة وأكثر تفاعلية، وهو ما يظهر بشكل واضح من خلال هذا النوع من التحديثات العملية.
تعكس هذه الخطوة من واتساب حرصه على مواكبة التطورات في عالم الدردشة الفورية والاستفادة من تجارب المنصات المنافسة لتقديم أفضل تجربة يمكن أن يحصل عليها المستخدم.
تأتي هذه الميزة ضمن سلسلة من التحديثات التي أعلن عنها مؤخرًا، كدعم إرسال الوسائط بجودة عالية وتحسين أمان المحادثات، ما يؤكد توجه المنصة لإرضاء جمهورها المتنوع.
مع ازدياد اعتماد المجتمعات على التواصل الرقمي، تبدو مثل هذه الابتكارات ضرورية لإبقاء المستخدمين متواصلين بشكل سهل وسلس.
يبقى السؤال الآن: كيف ستؤثر هذه الميزة على تفاعلات المجموعات وسرعة استجابات الأعضاء مستقبلًا؟ وحده الوقت والتقنية سيجيبان على هذا السؤال.