menu
menu
الصحة

5 طرق تساعدك على دعم مريض السرطان نفسيا

KaiK.ai
23/07/2025 12:09:00

مواجهة مرض السرطان ليست مهمة سهلة على الإطلاق، فهي تجربة صعبة من الناحية الجسدية والنفسية على المريض وعائلته. الدعم النفسي خلال رحلة العلاج مهم جدا، لأنه يعزز قدرة المريض على التحمل ويمنحه بعض الراحة وسط الأوقات الصعبة. في الواقع، تشير دراسات طبية عديدة إلى أن الدعم النفسي الاجتماعي يمكن أن يسهم في تحسين جودة حياة مرضى السرطان بشكل ملحوظ، حتى وإن لم يؤثر مباشرة على معدل الشفاء من المرض. لذلك، فإن وجودك بجانب شخص مصاب بالسرطان يحمل قيمة كبيرة ويُحدث فارقًا كبيرًا في تجاوز المحنة.

أول ما يحتاجه مريض السرطان غالبا هو الشعور بأنه ليس وحيدًا. الوجود إلى جانبه وإظهار الاهتمام الحقيقي يضع أساسًا متينًا لعلاقتكما خلال فترة تغيّر فيها كل شيء في حياته. بعض الأشخاص يعتقدون خطأً أن الحديث عن المرض سيزيد من حدة الألم، لكن في كثير من الحالات يرغب المرضى بالفعل في التحدث، ليس عن السرطان نفسه فقط، بل عن مشاعرهم ومخاوفهم وهواجسهم وحب الحياة كذلك.

الاستماع هو أحد أهم أشكال الدعم ويعد الخطوة الأولى في التواصل مع المريض. حتى لو لم تجد كلمات مناسبة، يكفي أن تنصت له بعناية وتشارك مشاعره. يمنح ذلك مساحة آمنة للتعبير ويساعد المريض على التعامل مع القلق والمخاوف بشكل صحي. تجنب مقاطعته أو محاولة تقديم نصائح فورية إن لم يطلبها.

من المهم احترام خصوصية المريض. قد يرغب بعض مرضى السرطان في مشاركة تفاصيل تجربتهم، بينما يفضل آخرون الاحتفاظ بها لأنفسهم. لا تستفسر بإلحاح وكن دائمًا مستعدًا لاتباع رغباته في الحديث أو الصمت، فلكل شخص طريقته في التكيف مع ما يعيشه.

المساندة العملية من العوامل المؤثرة في تخفيف العبء النفسي. قد تشمل هذه المساندة تقديم المساعدة في الأعمال المنزلية أو المهام الخارجية، أو حتى مرافقة المريض للزيارات الطبية أو جلسات العلاج. مثل هذه الإيماءات تشعر المريض بالاهتمام والدعم العملي الذي يساعده على التركيز فقط على الشفاء.

الدعم النفسي لا يقتصر على الأقارب والأصدقاء فقط، بل يمكن البحث عن مجموعات دعم مرضى السرطان أو الاستعانة باختصاصيين في العلاج النفسي. مثل هذه المجتمعات تتيح للمريض اللقاء بأشخاص يمرون بتجارب مشابهة، ما يخفف شعور العزلة والوحدة، ومع الاستمرار يشعر المريض بأنه أقوى وأكثر تفاؤلاً.

غالبًا ما يعاني مرضى السرطان من تقلبات مزاجية وقلق بشأن المستقبل. هنا تظهر أهمية التشجيع على ممارسة الأنشطة المفضلة ضمن الإمكانيات الصحية المتاحة، مثل الاستماع للموسيقى أو الخروج إلى الطبيعة أو الرسم أو مشاهدة الأفلام الكوميدية. مشاركة هذه اللحظات الخفيفة تترك أثراً إيجابياً كبيراً وتكسر حدة الضغوط.

لا يُنصح بالتقليل من مشاعر المريض أو محاولة تزيين الواقع بشكل مبالغ فيه. التعاطف الحقيقي يتطلب تقبل الظروف بواقعية وتجنب العبارات الجاهزة مثل "كل شيء سيكون بخير" إذا لم يكن بالإمكان ضمان ذلك. يكفي أن تعبر عن استعدادك للوقوف بجانبه مهما حدث.

الدعم الروحي والوجداني قد يكون ذا أثر كبير، وخصوصا لمن يجد طمأنينته في الصلاة أو التأمل أو قضاء وقت مع الأسرة والأصدقاء المقربين. هذه الجوانب تمنح الراحة والثبات أثناء خوض التحديات الصحية.

من المهم كذلك توفير الدعم المالي أو الإرشاد للحصول عليه في حال احتاج المريض لبعض المساندة المادية، فالقضايا المالية تشكل مصدر قلق لكثير من المرضى، ما يؤثر بدوره على استقرارهم النفسي.

ينبغي عدم إهمال أهمية التشجيع المستمر والثناء على الشجاعة والصمود، فكل خطوة يخطوها المريض مهما بدت صغيرة تستحق الاحتفاء بها.

ذكر النقاط الإيجابية التي يتمتع بها المريض، والتركيز على الإنجازات اليومية حتى إن كانت بسيطة، يعزز من تقديره لذاته ويزيد من ثقته في قدرته على المواصلة.

مساعدة المريض على وضع خطط للخروج من دائرة الروتين اليومي من حين لآخر، مثل زيارة أماكن محببة أو ممارسة نشاط جديد، يدعم الشعور بالحياة بغض النظر عن المرض والحالة الصحية.

تفهم الفترات التي يحتاج فيها المريض للهدوء والعزلة يُعد من صور الدعم المهمة. عدم الضغط عليه للخروج أو التفاعل كلما بدا عليه التعب، يبعث برسالة احترام كبيرة لمشاعره واحتياجاته.

مراعاة مشاعر القلق التي قد تنتقل إلى الأسرة والأحباء أمر ضروري كذلك، فالبيئة الإيجابية المحيطة تخلق جواً صحياً يُسهم في طمأنة الجميع ويقلل من الضغوط النفسية.

دوام السؤال الدافئ والاطمئنان على أحوال المريض يساعده على تجاوز الأوقات الصعبة ويشعره بالأمان والدعم الاجتماعي.

تحفيز المريض على الإفصاح عن احتياجاته وإشراكه في اتخاذ القرارات المرتبطة بعلاجه يمنحه الإحساس بالسيطرة على حياته وعدم الشعور بالعجز.

مساندة مريض السرطان نفسياً رحلة تتطلب الصبر، التعاطف، والحنان، لكنها في المقابل تترك أثراً عميقاً في حياته. إنها رسالة إنسانية لا يدخل ضمنها الأقوال فقط، بل تتضح قيمتها في الأفعال اليومية البسيطة التي تملأ قلب المريض بالأمل.

بواسطة KaiK.ai