يُطلق على حيوان الكواكا لقب "أسعد حيوان في العالم" بفضل ملامحه الطريفة وابتسامته الدائمة التي تبدو مرسومة على وجهه. ينتمي الكواكا إلى عائلة الكنغر الصغير، ويعيش حصرياً تقريباً في أستراليا الغربية، خاصة جزيرتي "روتنست" و"بال". ورغم أن حجمه لا يتجاوز حجم قطة منزلية، استطاع الكواكا أن يلفت أنظار الملايين حول العالم بابتسامته، فأصبح رمزاً للسعادة والطاقة الإيجابية في أستراليا، وواحداً من أكثر الحيوانات شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
موطن الكواكا: جزر صغيرة وطبيعة أسترالية فريدة
يستوطن الكواكا بشكل طبيعي جزر محدودة المساحة، أبرزها جزيرة روتنست القريبة من مدينة بيرث في أستراليا. البيئة هناك توفر له الأمان من الحيوانات المفترسة والزواحف، حيث يفضل العيش في مناطق تغطيها الأدغال الكثيفة والأراضي الرطبة. هذا العزل الطبيعي سهل له الازدهار والانتشار في تلك الجزر دون تهديدات كبيرة من الحيوانات الضارية، مما جعله أحد المقيمين الدائمين والفريدين في هذه البيئة الأسترالية الخاصة. ورغم تفضيله البقاء في بيئته الأصلية، إلا أن بعض المحاولات جرت لنقل الكواكا إلى أجزاء أخرى من أستراليا، لكنها باءت بالفشل بسبب متطلبات البيئة الدقيقة وصعوبة تكيفه خارج موطنه الأصلي.
لماذا تبدو الكواكا مبتسمة دائماً؟
السر وراء شهرة ابتسامة الكواكا يعود إلى تكوين عضلات وجهه وطريقة اصطاف أسنانه. الهيكل العضلي لوجه الكواكا يمنحه مظهراً دائماً بالابتسام، حتى لو كان في حالة استرخاء أو نوم. هذه الابتسامة الطبيعية تحولت إلى علامة تجارية جعلت الجميع يصفونه بأنه "الحيوان المبتسم". سلوكه الودود أيضاً يزيد من شعبية الكواكا؛ فهو لا يخشى الإنسان ويتعامل بودية ولطف، مما يجعله رفيقاً مثالياً للزوار والسياح والمصورين. هذا المظهر الفريد ساعد الكواكا في الانتشار السريع على الإنترنت، خصوصاً في صور "السيلفي" التي أصبحت موضة عالمية بين ضيوف جزيرة روتنست.
صديق السيلفي: كيف أصبح الكواكا نجم الإنترنت الأسترالي؟
اكتسب الكواكا شهرة واسعة بفضل صور السيلفي التي يلتقطها السياح معه. خلال السنوات الماضية، انتشرت آلاف الصور والفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء العالم، حيث يسعى الزوار للاقتراب من الكواكا والتقاط أجمل اللحظات مع "الحيوان السعيد". هذه الظاهرة جعلت من جزيرة روتنست وجهة سياحية مميزة، ورفعت أعداد الزوار بشكل ملحوظ بحثاً عن هذه التجربة الاستثنائية. ويمكن تلخيص أسباب شعبية الكواكا على الإنترنت في القائمة التالية:
- شكله الظريف وابتسامته الفريدة التي تشبه ابتسامة الإنسان
- وديته مع البشر واستجابته السريعة لكاميرا الهاتف
- سهولة التعامل معه ودخوله في إطار الصورة دون خوف
- قلة العدوانية أو السلوك الدفاعي أثناء الاقتراب منه
- الدورة السياحية التي أصبحت تعتمد عليه لجذب الزوار
ورغم كل هذه الشهرة، تحرص السلطات الأسترالية على توعية الزائرين بعدم إطعام الكواكا أو محاولة لمسه بشكل مباشر حفاظاً على صحته وسلامته.
معلومات غريبة عن حياة الكواكا
يتميز الكواكا بسلوكيات حياة فريدة قد تثير الدهشة والفضول. الكواكا ليلي النشاط، أي يفضل البحث عن الطعام والحركة في الليل. يتغذى أساساً على الأعشاب والنباتات الرطبة والأوراق والسيقان، ويستطيع تحمل الجفاف لفترات طويلة بفضل قدرته على استخراج الرطوبة من طعامه. ومن المفارقات الغريبة أن إناث الكواكا تلجأ أحياناً إلى التضحية بصغارها في حالات الخطر الشديد لجذب انتباه المفترسات بعيداً عنها. ورغم أن هذا التصرف يبدو قاسياً، إلا أنه استراتيجية بقاء فطرية منتشرة بين بعض الجرابيات. الكواكا من الحيوانات الاجتماعية التي تعيش في مجموعات وتستخدم الروائح والأصوات للتواصل فيما بينها، ما يساعدها على حماية نفسها من المخاطر.
تهديدات بيئية وجهود حماية الكواكا
يواجه الكواكا اليوم تهديدات متعددة تهدد بقاءه، في مقدمتها تدمير الموائل الطبيعية وزيادة أعداد الحيوانات المفترسة مثل الثعالب والقطط البرية التي أُدخلت إلى أستراليا. كما أن الاعتماد المتزايد على السياحة يشكل ضغوطاً إضافية على صحته إذا لم يتم التعامل معه بحذر. لذلك، تصنف الحكومة الأسترالية الكواكا الآن كأحد الأنواع "المهددة بالانقراض"، وتمنع أي تصرفات قد تضر به وتفرض غرامات كبيرة على مخالفين. تعمل الجهات البيئية على مراقبة الأعداد، وتقديم الرعاية الطبية، وتوعية الجمهور حول الخطوات الصحيحة عند زيارة الكواكا والتعامل معه. وبفضل هذه الجهود، ما زال الكواكا يحافظ على حضوره كـ"رمز للسعادة" في أستراليا وصديق لكل من يبحث عن لحظة فرح ويلتقط معه أجمل صورة سيلفي في العالم.