
يبحث الكثير منا عن الطريقة المثلى لجعل العطر يدوم لأطول وقت ممكن، ليس فقط لتوفير الكمية، بل أيضًا للحفاظ على حضورنا المميز في كل الأوقات. تدوم روائح العطور عادةً لفترة قصيرة بسبب عوامل مثل التعرق، درجات الحرارة، وطبيعة البشرة. لكن المفاجأة أن هناك عوامل علمية تساهم في بقاء الرائحة لساعات إضافية، من بينها اختيار النقاط الصحيحة على الجسم لرش العطر. هذه النقاط مرتبطة بدورة الدم والحرارة الجسدية، ما يجعلها بيئة مثالية لإبراز رائحة العطر بشكل أفضل وأطول.
النقاط السرية: أين ترش العطر لتحافظ عليه لساعات أطول؟
للحصول على رائحة تدوم طوال اليوم، يجب التركيز على "نقاط النبض" في الجسم. هذه المناطق تتميز بكونها أكثر دفئاً من بقية الجسم، ما يساعد على انتشار العطر بشكل تدريجي وبطيء. أبرز هذه النقاط تشمل: المعصمين من الداخل، خلف الأذنين، قاعدة الحلق، خلف الركبتين، وداخل المرفقين. علماء الروائح يؤكدون أن الحرارة المنبعثة من هذه المناطق تدفع الجزيئات العطرية للتحرر بثبات، ما يمنحك انتعاشاً متجدداً ورائحة باقية للوقت الطويل.
ترتيب وضع العطر: الخطوات الصغيرة تصنع الفرق الكبير
القليل من الناس يعلمون أن كيفية وضع العطر تؤثر بشكل مباشر على مدة بقائه. لضمان ثبات العطر لأقصى فترة ممكنة، يجب اتباع بعض الخطوات البسيطة والفعالة قبل الرش وبعده:
- رطّب بشرتك بكريم غير معطر أو فازلين فوق النقاط المستهدفة، لأن العطر يثبت على البشرة المرطبة أفضل من الجافة.
- رش العطر من مسافة 10 إلى 15 سم عن الجلد، واحرص على عدم فركه بعد الرش لأن ذلك يكسر الجزيئات العطرية ويقلل من ثباتها.
- ارتدِ ملابسك بعد أن تجف نقاط العطر لتجنب التصاق جزء من الرائحة بالقماش بدل بشرتك. هذه الخطوات البسيطة تساهم بشكل كبير في الحفاظ على اللمسة الجذابة لعطرك طوال اليوم.

العوامل التي تحدد ثباتية العطر على بشرتك
ليست كل أنواع العطور متساوية في الثبات، إذ تختلف مدة بقاء العطر بناءً على تركيبته الكيميائية وطبيعته. العطور الزيتية (Parfum أو Extrait) تدوم عادة أكثر من العطور الخفيفة (Eau de Toilette أو Eau de Cologne) بسبب احتوائها على تركيز أعلى من الزيوت العطرية. كما تلعب طبيعة البشرة دوراً رئيسياً: البشرة الدهنية تحتفظ بالعطر لفترة أطول، بينما البشرة الجافة تمتص العطر بسرعة أكبر. وأيضاً، تختلف مدة ثبات العطر بين الرجال والنساء تبعًا لكثافة الشعر ولزوجة البشرة. حتى النظام الغذائي ودرجة حرارة الجو يؤثران على بقاء الرائحة، فالأجواء الحارة تؤدي لسرعة تبخر العطر، بينما الأجواء الباردة تحتفظ به فترة أطول.
لضمان أن يبقى عطرك فواحًا حتى نهاية اليوم، من الأفضل اختيار عطور ذات قاعدة قوية، أو ما يُعرف بقواعد العطر الدافئة والثقيلة. تشمل هذه القواعد: خشب الصندل، العنبر، الباتشولي، المسك، والفانيليا. هذه الروائح بطبيعتها أكثر التصاقاً بالبشرة وتدوم لساعات طويلة مقارنة بالعطور الزهرية أو الحمضية الخفيفة. وبحسب خبراء العطور، فإن إعادة تعزيز الرائحة باستخدام رذاذ منعش في منتصف اليوم يساعد على تجديد الرائحة دون تغطية الأساس الثابت. كما يُنصح بالتنويع بين طبقات العطر عبر استخدام غسول الجسم أو الكريم من نفس خط العطر لتعزيز الرائحة.
نصائح إضافية لتحويل روتينك العطري إلى تجربة فريدة
للحصول على أفضل نتيجة من العطر المفضل لديك، أضف هذه الحيل إلى روتينك اليومي: قم بتخزين زجاجة العطر في مكان بارد ومظلم بعيدًا عن الرطوبة والشمس، فالحرارة والضوء يؤديان إلى تلف جزيئات الرائحة وفقدان قوتها. إذا كنت تسافر كثيرًا، اقتنِ عبوة عملية صغيرة لأخذ عطرك المفضل معك وتعزيز الرائحة عند الحاجة. وتذكّر أن الإكثار من وضع العطر لا يعني بالضرورة رائحة أقوى، بل ركز على الجودة والنقاط الفعّالة. بهذا تحصل على حضور أنيق وجذاب لا يُنسى، برائحة تدوم وتخطف الأنظار لساعات طويلة.