menu
menu
نمط الحياة

القط الزميل: كيف يُحسّن الأصدقاء القطط الصحة النفسية أثناء العمل من المنزل

KaiK.ai
06/10/2025 07:42:00

يعيش الكثيرون اليوم تجربة العمل من المنزل، ومع هذا التحول الكبير في أسلوب الحياة المهنية، يبحث الموظفون عن طرق لجعل بيئة عملهم أكثر راحة ودعماً للصحة النفسية. في هذا السياق، ظهر "القط الزميل" كرفيق غير متوقع ولكنه فعال، يلعب دوراً متزايد الأهمية في تحسين مزاج الأشخاص ومساعدتهم على التعامل مع ضغوط العمل اليومي دون مغادرة المنزل.

الدراسات الحديثة تشير إلى أهمية وجود الحيوانات الأليفة وخاصة القطط في المنازل، حيث تبين أن التفاعل البسيط معها يساهم في خفض مستويات التوتر والقلق. ذلك لأن القطط بطبيعتها هادئة ورقيقة، وتمنح لمن حولها شعوراً بالسكينة، مما يساعد الموظف في المحافظة على توازنه النفسي وسط ضغوط الاجتماعات والمواعيد النهائية.

هناك جانب علمي يدعم هذه الظاهرة، إذ كشفت دراسات أن مداعبة القطط أو حتى مراقبتها أثناء اللعب يرفع من مستوى هرمون السعادة "الأوكسيتوسين" في الجسم، ويقلل من هرمونات التوتر مثل "الكورتيزول". هذا التأثير الفسيولوجي يساعد الموظفين على الشعور بالراحة والهدوء، واستعادة الطاقة بعد ساعات العمل الطويلة أمام الشاشات.

القطط تتميز بأنها مخلوقات مستقلة لكنها في الوقت ذاته تهتم بصاحبها بصورة ملحوظة. عند شعورك بالإرهاق أو القلق، تجدها تقترب منك، تجلس بالقرب أو تضع رأسها على يديك، وكأنها تدعمك بصمتها وحنانها غير المشروط. هذا التصرف البسيط يحمل رسالة عميقة بأنك لست وحدك حتى في أكثر اللحظات صعوبة.

إضافة إلى الجانب العاطفي، يساعد القط الزميل الموظفين على إدخال نظام وانضباط ليومهم العملي. وجود قطة في المنزل يتطلب تنظيم أوقات الطعام، اللعب، والنظافة، ما يخلق روتيناً يساعد في تنظيم اليوم ويمنع الإحساس بالعشوائية، خاصة مع الضغوط الجديدة التي فرضها العمل عن بعد.

من الناحية الاجتماعية، يوفر القط الزميل فرصة للابتعاد عن الشعور بالعزلة. فالكثير من الموظفين يعملون بمفردهم لساعات طويلة دون تواصل مباشر مع الزملاء، لكن وجود القطة في البيت يعتبر تفاعلاً اجتماعياً يومياً، حتى وإن كان بسيطاً. كما يمكن مشاركة صور القط مع الأصدقاء أو الزملاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يضفي جوا من المرح ويقوي العلاقات الاجتماعية على نحو جديد ومبتكر.

لا تقتصر فوائد القط الزميل على الجانب النفسي والعاطفي فقط، بل تمتد إلى التأثير على الإنتاجية والتركيز. فخلال فترات الراحة القصيرة، يجد الكثيرون في التفاعل مع القطط فرصة لاستعادة النشاط والابتعاد عن التوتر الذهني. بضع دقائق من اللعب مع القط تدفع غالبية الموظفين للعودة إلى العمل بحيوية ووضوح في التفكير.

يتحدث خبراء الصحة النفسية عن أن وجود الحيوانات الأليفة في بيئة العمل المنزلي يقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق المزمن، ويعتبرونه عنصراً داعماً في حالات العزلة الاجتماعية أو فقدان الدافع. وذلك لأن القطط توفر نوعاً من الدعم غير المشروط والشعور بالمسؤولية تجاه كائن حي آخر، ما يمنح الحياة اليومية معنى إضافياً.

المثير للاهتمام أيضاً أن بعض الشركات الكبرى في العالم بدأت تدرك أهمية الحيوانات الأليفة في تحسين بيئة العمل، وهناك شركات تسمح للموظفين بإحضار حيواناتهم الأليفة إلى مقر العمل أو تشجعهم على اقتنائها أثناء العمل من المنزل. هذه السياسات أثبتت فعاليتها في زيادة الرضا الوظيفي والالتزام بالعمل.

من جهة أخرى، يرى البعض أن القطط قد تشتت انتباه الموظفين في بعض الأحيان، خاصة عند رغبتها في اللعب أو لفت الانتباه خلال اجتماعات الفيديو. إلا أن الدراسات تشير إلى أن هذه الاستراحات القصيرة غالباً ما تكون مفيدة للدماغ، إذ تساهم في تجديد القدرة على التركيز وتخفيف مستويات التوتر.

أما على صعيد الحياة اليومية، يجد الموظفون أن وجود القط يساعدهم على التغلب على الروتين الممل، حيث تضيف القطط حيوية ولحظات من الطرافة والمرح بين المهام العملية. فهي تجلب الضحك أحياناً بحركاتها العفوية، وتمنح مساحة من الهدوء خلال لحظات السكون أو الاسترخاء.

هناك من يشير أيضاً إلى أن الاعتماد على القط الزميل قد يصبح عادة إيجابية تدفع الناس للعناية بأنفسهم بشكل أفضل. فامتلاك قط يتطلب تنظيماً للمسؤوليات ويشجع على الحركة واللعب، ما ينعكس إيجابياً على الصحة الجسدية والنفسية للموظف.

في المحصلة، لا يمكن إنكار أن القط الزميل أصبح جزءاً لا يتجزأ من روتين العمل الجديد لملايين الأشخاص حول العالم. لقد تحولت البيوت بوجود القطط إلى مساحات أكثر دفئاً وطمأنينة، وأصبح الموظفون يشعرون أنهم ليسوا وحدهم في رحلتهم اليومية وسط تحديات العمل من المنزل.

تحمل القطط رسائل غير منطوقة لكنها بالغة التأثير، فهي تعلمنا أهمية الراحة، الانتباه للتفاصيل الصغيرة، والقدرة على الاستمتاع بكل لحظة. وبهذا، يصبح القط الزميل أكثر من مجرد حيوان أليف؛ بل هو رفيق دعم نفسي وشريك نجاح في زمن تغيرت فيه معايير العمل والحياة بشكل غير مسبوق.

بواسطة KaiK.ai